بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوةُ السَّلفيَّة المبَارَكة
إن السَّلفيَّة منهج رباني كامل بكمال هذا الدين، قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا} [المائدة: 3 ]، قال الإمام اللالكائي رحمه الله:«والحمد لله الذي كمل لهذه الطائفة سهام الإسلام،وشرفهم بجوامع هذه الأقسام ،وميزهم من جميع الأنام؛ حيث أعزهم الله بدينه،ورفعهم بكتابه ،وأعلى ذكرهم بسنته،وهداهم إلى طريقته وطريقة رسوله ؛فهي الطائفة المنصورة والفرقة الناجية والعصبة الهادية والجماعة العادلة المتمسكة بالسنة التي لا تريد برسول الله صلى الله عليه وسلم بديلا ،ولا عن قوله تبديلا ،ولا عن سنته تحويلا ،ولا يثنيهم عنها تقلب الأعصار والزمان ،ولا يلويهم عن سمتها تغير الحدثان ،ولا يصرفهم عن سمتها ابتداع من كاد الإسلام ليصد عن سبيل الله ويبغيها عوجا ويصرف عن طرقها جدلا ولجاجا-ظنا منه كاذبا وتخمينا باطلا- أنه يطفئ نور الله ،والله متم نوره ولوكره الكافرون»(1).السَّلفيَّة هي الإسلام الصحيح الذي ارتضاه الله لعباده لإصلاح دينهم ودنياهم ،ولا صلاح لهم إلا به ،قال تعالى:{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}[آل عمران: 85]،قال وهب بن كيسان رحمه الله : «اعلموا أنه لا يصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلح أوله»(2).فالدعوة السَّلفيَّة دعوة مباركة لأنها :
أولا: دعوة الكتاب والسنة:
قال الشيخ الألباني رحمه الله:«الدعوة السَّلفيَّة هي دعوة الإسلام الصحيح نفسه، دعوة الكتاب والسنة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت خاتمة الدعوات، وآخر الشرائع، وآخر الأجيال، وإنما لم يكن يطلق عليها ذلك؛ لأنه لم يكن هناك حاجة، فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح، فلم
تكن هناك حاجة أو داعٍ للقول: الإسلام السلفي، أو الدعوة السلفية»(3).
والسَّلفيَّة هي الدين الذي أمر الله الناس أن يعتصموا به؛ لأنها حبله المتين ،قال سبحانه:{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}[آل عمران: 103] وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}[النساء: 59]
فالسَّلفيَّة صراط الله المستقيم الذي أمرنا باتباعه، روى ابن أبي عاصم بسنده إلى جابر بن عبد الله قال:كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلمفخط خطا هكذا أمامه فقال : «هذا سبيل الله عز وجل» ، وخط خطا عن يمينه ، وخط خطا عن شماله ، وقال: «هذه سبل الشيطان» ، ثم وضع يده في الخط الأوسط ، ثم تلا هذه الآية: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}[الأنعام: 153]»(4)، وهي سبيل الحق في الدعوة إلى الله تعالى، {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}[يوسف: 108] ،وهي المنهج الذي رضي الله عن أهله ،فقال سبحانه: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} [التوبة: 100] .
ولما كانت السَّلفيَّة هي دعوة الكتاب والسنة ، وهي الدين الإسلامي الحنيف ؛ نصرها الله تعالى وأظهرها وميز أهلها عن غيرهم ،قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» (5) ،كما أن الله تعالى توعد من أعرض عن الهدي الذي أرسل به محمدا صلى الله عليه وسلم واتبع غير سبيل المؤمنين ،فقال: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} [النساء: 115].
قال الشيخ الألباني رحمه الله:«الدعوة السَّلفيَّة هي دعوة الإسلام الصحيح نفسه، دعوة الكتاب والسنة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت خاتمة الدعوات، وآخر الشرائع، وآخر الأجيال، وإنما لم يكن يطلق عليها ذلك؛ لأنه لم يكن هناك حاجة، فالمسلمون الأولون كانوا على الإسلام الصحيح، فلم
تكن هناك حاجة أو داعٍ للقول: الإسلام السلفي، أو الدعوة السلفية»(3).
والسَّلفيَّة هي الدين الذي أمر الله الناس أن يعتصموا به؛ لأنها حبله المتين ،قال سبحانه:{ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}[آل عمران: 103] وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}[النساء: 59]
فالسَّلفيَّة صراط الله المستقيم الذي أمرنا باتباعه، روى ابن أبي عاصم بسنده إلى جابر بن عبد الله قال:كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلمفخط خطا هكذا أمامه فقال : «هذا سبيل الله عز وجل» ، وخط خطا عن يمينه ، وخط خطا عن شماله ، وقال: «هذه سبل الشيطان» ، ثم وضع يده في الخط الأوسط ، ثم تلا هذه الآية: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}[الأنعام: 153]»(4)، وهي سبيل الحق في الدعوة إلى الله تعالى، {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}[يوسف: 108] ،وهي المنهج الذي رضي الله عن أهله ،فقال سبحانه: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} [التوبة: 100] .
ولما كانت السَّلفيَّة هي دعوة الكتاب والسنة ، وهي الدين الإسلامي الحنيف ؛ نصرها الله تعالى وأظهرها وميز أهلها عن غيرهم ،قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» (5) ،كما أن الله تعالى توعد من أعرض عن الهدي الذي أرسل به محمدا صلى الله عليه وسلم واتبع غير سبيل المؤمنين ،فقال: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} [النساء: 115].
ثانيا: دعوة إلى الكتاب والسنة :
فأظهر أصول الدعوة السَّلفيَّة المباركة التي عرفت وتميزت بها عن بقية المناهج والدعوات الضالة؛ الدعوة للاعتصام بالكتاب والسنة ،قال الإمام مالك رحمه الله:«إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في قولي، فكلُّ ما وافق الكتابَ والسنَّةَ فخذوا به، وما لم يوافق الكتابَ والسنةَ فاتركوه»(6)
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:« ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه، فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت ،فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي »(7)، وقال رحمه الله: « كل ما قلت : وكان عن النبي صلى الله عليه وسلمخلاف قولي مما يصح ؛فحديث النبي صلى الله عليه وسلمأولى ولا تقلدوني »(8)، وقال رحمه الله« إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت »(9).
وقال ابن تيمية رحمه الله:« جماع الفرقان بين الحق والباطل ، والهدى والضلال والرشاد والغي ، وطريق السعادة والنجاة ، وطريق الشقاوة والهلاك ؛ أن يجعل ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه ، وبه يحصل الفرقان والهدى والعلم والإيمان ، فيصدق بأنه حق وصدق ، وما سواه من كلام سائر الناس يعرض عليه ، فإن وافقه فهو حق ، وإن خالفه فهو باطل» (10)
وقال أبو المظفر السمعاني رحمه الله:« وأمّا أهل الحق؛ فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم، وطلبوا الدين من قبلهما، وما وقع من معقولهم وخواطرهم، عرضوه على الكتاب والسنة؛ فإن وجدوه موافقاً لهما قبلوه، وشكروا الله عز وجل، حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه، وإن وجدوه مخالفاً لهما تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتاب والسنة، ورجعوا بالتهمة على أنفسهم؛ فإن الكتاب والسنة لا يهديان إلا إلى الحق، ورأي الإنسان قد يرى الحق، وقد يرى الباطل».(11)
فأظهر أصول الدعوة السَّلفيَّة المباركة التي عرفت وتميزت بها عن بقية المناهج والدعوات الضالة؛ الدعوة للاعتصام بالكتاب والسنة ،قال الإمام مالك رحمه الله:«إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في قولي، فكلُّ ما وافق الكتابَ والسنَّةَ فخذوا به، وما لم يوافق الكتابَ والسنةَ فاتركوه»(6)
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:« ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه، فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت ،فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي »(7)، وقال رحمه الله: « كل ما قلت : وكان عن النبي صلى الله عليه وسلمخلاف قولي مما يصح ؛فحديث النبي صلى الله عليه وسلمأولى ولا تقلدوني »(8)، وقال رحمه الله« إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت »(9).
وقال ابن تيمية رحمه الله:« جماع الفرقان بين الحق والباطل ، والهدى والضلال والرشاد والغي ، وطريق السعادة والنجاة ، وطريق الشقاوة والهلاك ؛ أن يجعل ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب اتباعه ، وبه يحصل الفرقان والهدى والعلم والإيمان ، فيصدق بأنه حق وصدق ، وما سواه من كلام سائر الناس يعرض عليه ، فإن وافقه فهو حق ، وإن خالفه فهو باطل» (10)
وقال أبو المظفر السمعاني رحمه الله:« وأمّا أهل الحق؛ فجعلوا الكتاب والسنة أمامهم، وطلبوا الدين من قبلهما، وما وقع من معقولهم وخواطرهم، عرضوه على الكتاب والسنة؛ فإن وجدوه موافقاً لهما قبلوه، وشكروا الله عز وجل، حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه، وإن وجدوه مخالفاً لهما تركوا ما وقع لهم، وأقبلوا على الكتاب والسنة، ورجعوا بالتهمة على أنفسهم؛ فإن الكتاب والسنة لا يهديان إلا إلى الحق، ورأي الإنسان قد يرى الحق، وقد يرى الباطل».(11)
ثالثا: دعوة لاتباع منهج السلف الصالح:
لأن منهج السلف أسلم وأعلم وأحكم ؛ فكان جامعا لكل خير من العلم والحلم والرحمة والحكمة، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: «ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة، وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف: أن خير قرون هذه الأمة -في الأعمال والأقوال، والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها-: القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلممن غير وجه، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة: من علم، وعمل، وإيمان، وعقل، ودين، وبيان، وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، وأضله الله على علم؛ كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد: أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" ،وقال غيره: عليكم بآثار من سلف؛ فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه»(12)
وقد اجتمعت كلمة أهل العلم من أهل الحق على وجوب الدعوة إلى منهج السلف الصالح ، والتحذير من مخالفتها أو اتخاذها ظهريا ، قال الشافعي رحمه الله في الصحابة رضي الله عنهم: «رأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا»(13)، وقال ابن القيم رحمه الله بعده: «ونحن نقول ونصدق أن رأي الشافعي والأئمة معه لنا خير من رأينا لأنفسنا؛ وقد جعل الله سبحانه في فطر العباد تقليد المتعلمينَ لِلْأُسْتَاذيْنِ وَالْمُعَلِّمِينَ، ولا تقوم مصالح الخلق إلا بهذا، وذلك عام في كل علم وصناعة»ٍ.(14)
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:«ولا تجدُ إماماً في العلم والدين، كمالك والأوزاعي والثوري وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، ومثل الفضيل وأبي سليمان ومعروف الكرخي وأمثالهم، إلا وهم مُصرحون بأن أفضل علمهم ما كانوا فيه مُقتدين بعلم الصحابة، وأفضل عملهم ما كانوا فيه مُقتدين بعمل الصحابة، وهم يرون أن الصحابة فوقهم في جميع أبواب الفضائل والمناقب» (15) وقال رحمه الله: «ولهذا كان معرفة أقوالهم في العلم والدين وأعمالهم خيرا وأنفع من معرفة أقوال المتأخرين وأعمالهم في جميع علوم الدين وأعماله، كالتفسير وأصول الدين، وفروعه، والزهد،والعبادة والأخلاق، والجهاد، وغير ذلك، فإنهم أفضل ممن بعدهم،كما دل عليه الكتاب والسنة، فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم، ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يذكر من إجماع غيرهم ونزاعهم.وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصوما ، وإذا تنازعوا فالحق لا يخرج عنهم،فيمكن طلب الحق في بعض أقاويلهم،ولا يحكم بخطأ قول من أقوالهم حتى يعرف دلالة الكتاب والسنة على خلافه، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [النساء:59]».(16)
وقال ابن القيم رحمه الله:«فالطريق مسدودة إلا على من اقتفى آثار الرسول واقتدى به في ظاهره وباطنه ،فلا يتعنى السالك على غير هذا الطريق؛ فليس حظه من سلوكه إلا التعب،وأعماله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ولا يتعنى السالك على هذا الطريق؛ فإنه واصل ولو زحف زحفا، فأتباع الرسول إذا قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عزائمهم وهمهم ومتابعتهم لنبيهم »(17)
ويقول الآجري رحمه الله: «علامةُ من أراد الله عز وجل به خيراً سلوك هذه الطريق، كتاب الله عز وجل وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسنن أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم، وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد، إلى آخر ما كان من العلماء؛ مثل الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلام، ومن كان على مثل طريقتهم، ومجانبة كل مذهبٍ لا يذهب إليه هؤلاء العلماء »(18).
لأن منهج السلف أسلم وأعلم وأحكم ؛ فكان جامعا لكل خير من العلم والحلم والرحمة والحكمة، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: «ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة، وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف: أن خير قرون هذه الأمة -في الأعمال والأقوال، والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها-: القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلممن غير وجه، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة: من علم، وعمل، وإيمان، وعقل، ودين، وبيان، وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، وأضله الله على علم؛ كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد: أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" ،وقال غيره: عليكم بآثار من سلف؛ فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه»(12)
وقد اجتمعت كلمة أهل العلم من أهل الحق على وجوب الدعوة إلى منهج السلف الصالح ، والتحذير من مخالفتها أو اتخاذها ظهريا ، قال الشافعي رحمه الله في الصحابة رضي الله عنهم: «رأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا»(13)، وقال ابن القيم رحمه الله بعده: «ونحن نقول ونصدق أن رأي الشافعي والأئمة معه لنا خير من رأينا لأنفسنا؛ وقد جعل الله سبحانه في فطر العباد تقليد المتعلمينَ لِلْأُسْتَاذيْنِ وَالْمُعَلِّمِينَ، ولا تقوم مصالح الخلق إلا بهذا، وذلك عام في كل علم وصناعة»ٍ.(14)
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله:«ولا تجدُ إماماً في العلم والدين، كمالك والأوزاعي والثوري وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، ومثل الفضيل وأبي سليمان ومعروف الكرخي وأمثالهم، إلا وهم مُصرحون بأن أفضل علمهم ما كانوا فيه مُقتدين بعلم الصحابة، وأفضل عملهم ما كانوا فيه مُقتدين بعمل الصحابة، وهم يرون أن الصحابة فوقهم في جميع أبواب الفضائل والمناقب» (15) وقال رحمه الله: «ولهذا كان معرفة أقوالهم في العلم والدين وأعمالهم خيرا وأنفع من معرفة أقوال المتأخرين وأعمالهم في جميع علوم الدين وأعماله، كالتفسير وأصول الدين، وفروعه، والزهد،والعبادة والأخلاق، والجهاد، وغير ذلك، فإنهم أفضل ممن بعدهم،كما دل عليه الكتاب والسنة، فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم، ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يذكر من إجماع غيرهم ونزاعهم.وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصوما ، وإذا تنازعوا فالحق لا يخرج عنهم،فيمكن طلب الحق في بعض أقاويلهم،ولا يحكم بخطأ قول من أقوالهم حتى يعرف دلالة الكتاب والسنة على خلافه، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [النساء:59]».(16)
وقال ابن القيم رحمه الله:«فالطريق مسدودة إلا على من اقتفى آثار الرسول واقتدى به في ظاهره وباطنه ،فلا يتعنى السالك على غير هذا الطريق؛ فليس حظه من سلوكه إلا التعب،وأعماله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ولا يتعنى السالك على هذا الطريق؛ فإنه واصل ولو زحف زحفا، فأتباع الرسول إذا قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عزائمهم وهمهم ومتابعتهم لنبيهم »(17)
ويقول الآجري رحمه الله: «علامةُ من أراد الله عز وجل به خيراً سلوك هذه الطريق، كتاب الله عز وجل وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسنن أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله تعالى عليهم، وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد، إلى آخر ما كان من العلماء؛ مثل الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل والقاسم بن سلام، ومن كان على مثل طريقتهم، ومجانبة كل مذهبٍ لا يذهب إليه هؤلاء العلماء »(18).
رابعا: دعوة التوحيد الخالص :
لقد قامت هذه الدعوة السَّلفيَّة المباركة على التوحيد والدعوة إليه ؛ لأنه أعظم ما أمر الله به ، وهو إفراده بما يختص به، والنهي عن أعظم ما نهى عنه وهو: الشرك؛ فالدعوة إلى التوحيد هي ميراث الأنبياء والمرسلين ،كما قال تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}[الأنبياء: 25]،وقال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} [النحل: 36 ]
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع، فقال رحمه الله:«قد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلمواتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام وأول ما يُؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،فبذلك يصير الكافر مسلما ،والعدو وليا ،والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال ، وهذه قاعدة من قواعد الدعوة إلى الله ،وهو منهج الرسول وأتباعه :الدعوة إلى التوحيد أولا وإلى شهادة أن لا اله إلا الله وإلى تحكيم الشريعة »(19)
فالدعوة إلى التوحيد عند السلفيين أعظم ما قامت به وعليه دعوتهم المباركة ؛لأنه أصل أصول دينهم ،فهو حق الله على العباد،كما جاء في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )،(20) وهو أول مقام يقوم فيه الداعي إلى الله تبارك وتعالى ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلملمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن:«إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه :شهادة أن لا إله إلا الله،فإن هم أطاعوك لذلك؛فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم »(21)،وقال ابن أبي العز الحنفيرحمه الله: «اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل، قال تعالى:{لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}[الأعراف: 59]، وقال هود عليه السلام لقومه: {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [الأعراف: 65]، وقال صالح عليه السلام لقومه: {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}[الأعراف: 73]، وقال شعيب عليه السلام لقومه:{وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}[الأعراف: 85]، وقال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 63]، وقال تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}[الأنبياء: 25]وقال صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله )، ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم».(22)
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي- حفظه الله-:«تلك هي دعوة الأنبياء جميعاً ؛وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل ـ عليهم السلام ـ يبدءون دعوتهم بالتوحيد في كل زمان ومكان؛ مما يدل على أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلك في دعوة الناس إلى الله تعالى، وسنة من سننه التي رسمها لأ نبيائه وأتباعهم الصادقين، لا يجوز تبديلها ولا العدول عنها».(23)
فالسَّلفيَّة من أظهر خصائصها وأجل أصولها وأبين دعائمها؛ الدعوة إلى التوحيد تعلمًا وتعليمًا وعملاً؛ لذا كان أهل السنة والجماعة على مر العصور أعرف الخلق بمعبودهم ،وأحرص الناس على تحقيق توحيده؛ لأنهم يعتقدون أن دين الله مبناه على التوحيد، قال الشيخ السعدي رحمه الله: «القرآن كله لتقرير التوحيد ونفي ضده، وأكثر الآيات يقرر الله فيها توحيد الألوهية، وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، ويخبر أن جميع الرسل إنما أرسلت تدعو قومها إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن الله تعالى إنما خلق الجن والإنس ليعبدوه، وأن الكتب والرسل بل الفطر والعقول السليمة كلها اتفقت على هذا الأصل، الذي هو أصل الأصول كلها، وأن من لم يَدِنْ بهذا الدين الذي هو إخلاص العبادة والقلب والعمل لله وحده فعمله باطل».(24)
وكانوا أكثر أهل القبلة سعيا لتبصير الناس بحق الله تعالى عليهم والدعوة إليه «وعندما نتأمل سيرة سلفنا الأخيار – رحمهم الله وأسكنهم الجنة، وجزاهم عن المسلمين خير الجزاء – نرى عظم عنايتهم بالعقيدة، وشدة اهتمامهم بها، وأنهم يقدمونها في الاهتمام والعناية على كل الأمور، فهي أعظم مطالبهم، وغاية مقاصدهم، وأنبلُ وأشرفُ أهدافهم، وقد تنوعت عنايتُهم بالعقيدة عبر مجالاتٍ مختلفةٍ وجهودٍ متنوعة، ومن عنايتهم بها وهو من أسباب حفظها وثباتها وبقائها، تأليفهم فيها المؤلفات النافعة، والكتب المفيدة التي تُقررُ العقيدة، وتُبينها وتوضحها وتذكر شواهدها ودلائلها، وتذُب عنها كيد الكائدين، واعتداء المعتدين، وتعطيل المعطلين، وتحريف الغالين، ونحو ذلك مما قد يُحاك حولها وتُستهدف به، فقام السلفُ – رحمهم الله – في هذا المجال العظيم بجهود ضخمة، وأعمال كبيرة، خدمة للعقيدة، ونصرة لها، وقياماً بالواجب العظيم تجاهها، وكتبوا فيها بياناً وتوضيحاً واستشهاداً واستدلالاً مئات الكتب، بل الآلاف بين مطول ومختصر، وبين شامل لجميع أبوابها، ومختص في جانب من جوانبها، بين مُؤصل للحق والصواب، وراد على المخالف المرتاب، ثم اللاحق منهم يأخذ العقيدة عن السابق واضحةً وضوح الشمس في رابعة النهار، بينة لا لبس فيها ولا غموض؛ لصحة شواهدها، وسلامة دلائلها وقوتها، ووضوحها وبيانها، فتوارثها المؤمنون المتبعون جيلاً بعد جيل، وقرناً بعد قرن، كل جيل يأتي يتعاهدها تعاهداً عظيماً، ويرعاها رعاية كبيرة ثم يؤديها إلى من بعده كما هي دون تغييرٍ أو تبديل أو تحريف أو نحو ذلك، فيأتي الجيل الذي بعدها فيعتني بها عناية أسلافه، ويهتم بها اهتمام من قبله فيحافظ عليها، وهكذا توارثتها القرون جيلاً بعد جيل، ولا تزال طائفةٌ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الحق منصورةً لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم إلى أن تقوم الساعة»(25).
لقد قامت هذه الدعوة السَّلفيَّة المباركة على التوحيد والدعوة إليه ؛ لأنه أعظم ما أمر الله به ، وهو إفراده بما يختص به، والنهي عن أعظم ما نهى عنه وهو: الشرك؛ فالدعوة إلى التوحيد هي ميراث الأنبياء والمرسلين ،كما قال تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}[الأنبياء: 25]،وقال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} [النحل: 36 ]
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع، فقال رحمه الله:«قد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلمواتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام وأول ما يُؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،فبذلك يصير الكافر مسلما ،والعدو وليا ،والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال ، وهذه قاعدة من قواعد الدعوة إلى الله ،وهو منهج الرسول وأتباعه :الدعوة إلى التوحيد أولا وإلى شهادة أن لا اله إلا الله وإلى تحكيم الشريعة »(19)
فالدعوة إلى التوحيد عند السلفيين أعظم ما قامت به وعليه دعوتهم المباركة ؛لأنه أصل أصول دينهم ،فهو حق الله على العباد،كما جاء في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )،(20) وهو أول مقام يقوم فيه الداعي إلى الله تبارك وتعالى ،كما قال النبي صلى الله عليه وسلملمعاذ بن جبل لما أرسله إلى اليمن:«إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه :شهادة أن لا إله إلا الله،فإن هم أطاعوك لذلك؛فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم »(21)،وقال ابن أبي العز الحنفيرحمه الله: «اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل، قال تعالى:{لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}[الأعراف: 59]، وقال هود عليه السلام لقومه: {وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} [الأعراف: 65]، وقال صالح عليه السلام لقومه: {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}[الأعراف: 73]، وقال شعيب عليه السلام لقومه:{وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}[الأعراف: 85]، وقال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 63]، وقال تعالى:{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}[الأنبياء: 25]وقال صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله )، ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم».(22)
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي- حفظه الله-:«تلك هي دعوة الأنبياء جميعاً ؛وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل ـ عليهم السلام ـ يبدءون دعوتهم بالتوحيد في كل زمان ومكان؛ مما يدل على أن هذا هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلك في دعوة الناس إلى الله تعالى، وسنة من سننه التي رسمها لأ نبيائه وأتباعهم الصادقين، لا يجوز تبديلها ولا العدول عنها».(23)
فالسَّلفيَّة من أظهر خصائصها وأجل أصولها وأبين دعائمها؛ الدعوة إلى التوحيد تعلمًا وتعليمًا وعملاً؛ لذا كان أهل السنة والجماعة على مر العصور أعرف الخلق بمعبودهم ،وأحرص الناس على تحقيق توحيده؛ لأنهم يعتقدون أن دين الله مبناه على التوحيد، قال الشيخ السعدي رحمه الله: «القرآن كله لتقرير التوحيد ونفي ضده، وأكثر الآيات يقرر الله فيها توحيد الألوهية، وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، ويخبر أن جميع الرسل إنما أرسلت تدعو قومها إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن الله تعالى إنما خلق الجن والإنس ليعبدوه، وأن الكتب والرسل بل الفطر والعقول السليمة كلها اتفقت على هذا الأصل، الذي هو أصل الأصول كلها، وأن من لم يَدِنْ بهذا الدين الذي هو إخلاص العبادة والقلب والعمل لله وحده فعمله باطل».(24)
وكانوا أكثر أهل القبلة سعيا لتبصير الناس بحق الله تعالى عليهم والدعوة إليه «وعندما نتأمل سيرة سلفنا الأخيار – رحمهم الله وأسكنهم الجنة، وجزاهم عن المسلمين خير الجزاء – نرى عظم عنايتهم بالعقيدة، وشدة اهتمامهم بها، وأنهم يقدمونها في الاهتمام والعناية على كل الأمور، فهي أعظم مطالبهم، وغاية مقاصدهم، وأنبلُ وأشرفُ أهدافهم، وقد تنوعت عنايتُهم بالعقيدة عبر مجالاتٍ مختلفةٍ وجهودٍ متنوعة، ومن عنايتهم بها وهو من أسباب حفظها وثباتها وبقائها، تأليفهم فيها المؤلفات النافعة، والكتب المفيدة التي تُقررُ العقيدة، وتُبينها وتوضحها وتذكر شواهدها ودلائلها، وتذُب عنها كيد الكائدين، واعتداء المعتدين، وتعطيل المعطلين، وتحريف الغالين، ونحو ذلك مما قد يُحاك حولها وتُستهدف به، فقام السلفُ – رحمهم الله – في هذا المجال العظيم بجهود ضخمة، وأعمال كبيرة، خدمة للعقيدة، ونصرة لها، وقياماً بالواجب العظيم تجاهها، وكتبوا فيها بياناً وتوضيحاً واستشهاداً واستدلالاً مئات الكتب، بل الآلاف بين مطول ومختصر، وبين شامل لجميع أبوابها، ومختص في جانب من جوانبها، بين مُؤصل للحق والصواب، وراد على المخالف المرتاب، ثم اللاحق منهم يأخذ العقيدة عن السابق واضحةً وضوح الشمس في رابعة النهار، بينة لا لبس فيها ولا غموض؛ لصحة شواهدها، وسلامة دلائلها وقوتها، ووضوحها وبيانها، فتوارثها المؤمنون المتبعون جيلاً بعد جيل، وقرناً بعد قرن، كل جيل يأتي يتعاهدها تعاهداً عظيماً، ويرعاها رعاية كبيرة ثم يؤديها إلى من بعده كما هي دون تغييرٍ أو تبديل أو تحريف أو نحو ذلك، فيأتي الجيل الذي بعدها فيعتني بها عناية أسلافه، ويهتم بها اهتمام من قبله فيحافظ عليها، وهكذا توارثتها القرون جيلاً بعد جيل، ولا تزال طائفةٌ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الحق منصورةً لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم إلى أن تقوم الساعة»(25).
خامسا: ثبات عقيدتهم وسلامة منهجهم من المحدثات:
قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله:«ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق؛ أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى آخرها، قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار، في بيان الاعتقاد على وتيرةٍ واحدةٍ ونمطٍ واحدٍ، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء: 82]، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}[آل عمران: 103]» (26).
فالمنهج السلفي هو منهج الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة لأنهم جماعة الحق المعتصمون بما أمرهم ربهم،و المجتنبون للفرقة والاختلاف،كما حذرهم ربهم سبحانه{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} [آل عمران: 105]،وكما قال الطحاوي رحمه الله: «ونرى الجماعة حقا وصوابا، والفرقة زيغا وعذابا »(27)
السَّلفيَّة هي الإسلام ، وهي الدعوة المباركة التي أعز الله تعالى بها سلف هذه الأمة ، وأعلى قدرهم، وأبقى بسببها ذكرهم ،وأمر باتباعهم ،كما قال سبحانه:{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}[النساء: 115].
فالسَّلفيَّة هي منهج الحق ،وطريق الله المستقيم؛ لأنها دعوة أهل السنة ،والجماعة الجامعة لكل خير،هي دعوة الطائفة المنصورة، ودعوة أهل الحديث والأثر،التي وعد الله أهلها بالاستخلاف والتمكين؛ لأنها قائمة على التوحيد الخالص ،قال تعالى:{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} . [النور: 55]، وهو المنهج الذي يحصل به الأمن للعباد في الدنيا ولآخرة ، قال سبحانه:{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}[الأنعام: 82]
قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله:«ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق؛ أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى آخرها، قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار، في بيان الاعتقاد على وتيرةٍ واحدةٍ ونمطٍ واحدٍ، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء: 82]، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}[آل عمران: 103]» (26).
فالمنهج السلفي هو منهج الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة لأنهم جماعة الحق المعتصمون بما أمرهم ربهم،و المجتنبون للفرقة والاختلاف،كما حذرهم ربهم سبحانه{ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} [آل عمران: 105]،وكما قال الطحاوي رحمه الله: «ونرى الجماعة حقا وصوابا، والفرقة زيغا وعذابا »(27)
السَّلفيَّة هي الإسلام ، وهي الدعوة المباركة التي أعز الله تعالى بها سلف هذه الأمة ، وأعلى قدرهم، وأبقى بسببها ذكرهم ،وأمر باتباعهم ،كما قال سبحانه:{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}[النساء: 115].
فالسَّلفيَّة هي منهج الحق ،وطريق الله المستقيم؛ لأنها دعوة أهل السنة ،والجماعة الجامعة لكل خير،هي دعوة الطائفة المنصورة، ودعوة أهل الحديث والأثر،التي وعد الله أهلها بالاستخلاف والتمكين؛ لأنها قائمة على التوحيد الخالص ،قال تعالى:{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} . [النور: 55]، وهو المنهج الذي يحصل به الأمن للعباد في الدنيا ولآخرة ، قال سبحانه:{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}[الأنعام: 82]
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
د/ عادل مقراني .
أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية-قسنطينة-
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
د/ عادل مقراني .
أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية-قسنطينة-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/22).
2-التمهيد لابن عبد البر (8/332) .
3-من الدروس الصوتية للشيخ الألباني رحمه الله.
4-السنة لابن أبي عاصم ، ص:13.
5-أخرجه البخاري، برقم: 7311.
6-جامع بيان العلم لابن عبد البر( 2/91).
7-تاريخ دمشق لابن عساكر( 15/ 1 ، 3 ) .
8-الفقيه والمتفقه :الخطيب البغدادي (1/150).
9-إعلام الموقعين ( 4 / 233 ).
10-الفتاوى (3 1 / 35 1 ، 36 1 ).
11-مختصر الصواعق ،ص: 496.
12-مجموع الفتاوى (4/157-158) .
13-أعلام الموقعين (2/186).
14-أضواء البيان (7/320).
15-شرح العقيدة الأصفهانية ،ص:128.
16-مجموع الفتاوى (13/24) .
17-مدارج السالكين (3/144).
18-الشريعة (1/301).
19-نقلا عن تيسير العزيز الحميد،ص: 127.
20-أخرجه البخاري برقم: 5622 ، ومسلم برقم: 30.
21-أخرجه البخاري برقم: 1389 ،ومسلم برقم:1731.
22-شرح العقيدة الطحاوية، ص:77.
23-منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل،ص: 26-27.
24-القواعد الحسان لتفسير القرآن ،ص:20 .
25-ثبات عقيدة السلف : عبد الرزاق البدر، ص: 3
26-مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (ص:518).
27-شرح الطحاوية،ص:314.
1-شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/22).
2-التمهيد لابن عبد البر (8/332) .
3-من الدروس الصوتية للشيخ الألباني رحمه الله.
4-السنة لابن أبي عاصم ، ص:13.
5-أخرجه البخاري، برقم: 7311.
6-جامع بيان العلم لابن عبد البر( 2/91).
7-تاريخ دمشق لابن عساكر( 15/ 1 ، 3 ) .
8-الفقيه والمتفقه :الخطيب البغدادي (1/150).
9-إعلام الموقعين ( 4 / 233 ).
10-الفتاوى (3 1 / 35 1 ، 36 1 ).
11-مختصر الصواعق ،ص: 496.
12-مجموع الفتاوى (4/157-158) .
13-أعلام الموقعين (2/186).
14-أضواء البيان (7/320).
15-شرح العقيدة الأصفهانية ،ص:128.
16-مجموع الفتاوى (13/24) .
17-مدارج السالكين (3/144).
18-الشريعة (1/301).
19-نقلا عن تيسير العزيز الحميد،ص: 127.
20-أخرجه البخاري برقم: 5622 ، ومسلم برقم: 30.
21-أخرجه البخاري برقم: 1389 ،ومسلم برقم:1731.
22-شرح العقيدة الطحاوية، ص:77.
23-منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل،ص: 26-27.
24-القواعد الحسان لتفسير القرآن ،ص:20 .
25-ثبات عقيدة السلف : عبد الرزاق البدر، ص: 3
26-مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (ص:518).
27-شرح الطحاوية،ص:314.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق