السبت، 31 يناير 2015

الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله

التحذير من المدعو شمس الدين بوروبي

الشيخ عبد الخالق ماضي حفظه الله

 التحذير من المدعو شمس الدين  بوروبي

الشيخ عبد الحكيم دهاس حفظه الله


نقل لصلاة العشاء الشيخ عبدالحكيم دهاس


الشيخ عبد الحكيم دهاس حفظه الله


الشيخ عبد الحكيم دهاس حفظه الله


الشيخ ابن باز رحمه الله


الشيخ ابن بازرحمه الله تعالى


الشيخ ابن باز رحمه الله


الشيخ توفيق عمروني الجزائري حفظه الله


الجمعة، 30 يناير 2015

لمن لا يعرف الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى وأبتليا بالوقوع فأعراض اهل العلم

التعريف بالشيخ أبي عبد المعزِّ
محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ

الحمد لله وليِّ الصالحين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الطاهرين، ومن اقتفى آثارَهم وسلك سبيلَهم إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فبناءً على كثرة الطلبات المُفْصِحة عن رغبةٍ شديدةٍ لمعرفة السيرة الذاتية للشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ والاطِّلاع على مسيرته العلمية ومشاركاته الدعوية، والوقوفِ على مؤلَّفاته المطبوعة منها والمخطوطة، وكذا علاقته بإخوانه مِن العلماء وطلبة العلم الشرعيِّ، ارتأت الإدارةُ استجابةً لِمَا سبق أن تزوِّد متصفِّحي الموقع بأبرز معالم شخصية الشيخ ـ حفظه الله ـ على النحو التالي:
أوَّلًا: اسمه ومولده:
أبو عبد المعزِّ محمَّد علي بن بوزيد بن علي فركوس القُبِّي، نسبةً إلى القُبَّة القديمة بالجزائر (العاصمة) التي وُلد فيها بتاريخ: ٢٩ ربيعٍ الأوَّل ١٣٧٤ﻫ الموافق ﻟ: ٢٥ نوفمبر ١٩٥٤م في شهر وسنة اندلاع الثورة التحريرية في الجزائر ضدَّ الاستعمار الفرنسيِّ الغاشم.
ثانيًا: نشأته العلمية:
نشأ الشيخ ـ حفظه الله ـ في محيطٍ عِلميٍّ وبيت فضلٍ وحُبٍّ للعلم وأهله، فكان لذلك أثرُه الواضح في نشأته العلمية، حيث تدرَّج في تحصيل مدارك العلوم بالدراسة ـ أوَّلًا ـ على الطريقة التقليدية، فأخذ نصيبَه مِن القرآن الكريم وشيئًا مِن العلوم الأساسية في مدرسةٍ قرآنيةٍ على يد الشيخ محمَّد الصغير معلم، ثمَّ الْتحق بالمدارس النظامية الحديثة التي أتمَّ فيها المرحلةَ الثانوية، وبالنظر إلى عدم وجود كلِّيَّاتٍ ومعاهدَ في العلوم الشرعية آنذاك واصل دراستَه النهائية بكلِّية الحقوق والعلوم الإدارية، إذ كانت أقربَ كلِّيَّةٍ تُدرَّس فيها جملةٌ مِن الموادِّ الشرعية، ولا يزال ـ طيلةَ مرحلته الجامعية ـ تشدُّه رغبةٌ مؤكَّدةٌ وميولٌ شديدٌ للاستزادة مِن العلوم الشرعية والنبوغ فيها، فأكرمه الله تعالى بقَبوله في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، حيث وجد ضالَّتَه في هذا البلد الأمين.
ثالثًا: أبرز المشايخ الذين استفاد منهم:
في أثناء مرحلته الدراسية بالمدينة النبوية استفاد مِن أساتذةٍ وعلماءَ كرامٍ ـ ملازمةً ومجالسةً وحضورًا ـ، سواءٌ في الجامعة الإسلامية أو في المسجد النبويِّ الشريف، ومِن أشهرهم:
١ـ الشيخ: عطيَّة محمَّد سالم ؒ القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية والمدرِّسُ بالمسجد النبويِّ: حضر بعضَ مجالسه في شرح «الموطَّأ» للإمام مالكٍ ؒ.
٢ـ الشيخ عبد القادر شيبة الحمد: أستاذ الفقه والأصول في كلِّيَّة الشريعة.
٣ـ الشيخ أبو بكرٍ الجزائري: المدرِّس بالمسجد النبويِّ وأستاذ التفسير بكلِّيَّة الشريعة.
٤ـ محمَّد المختار الشنقيطي ؒ (والد الشيخ محمَّد): أستاذ التفسير بكلِّيَّة الشريعة، ومدرِّس كتب السُّنَّة بالمسجد النبويِّ.
٥ـ الشيخ عبد الرؤوف اللَّبدي: أستاذ اللغة بكلِّيَّة الشريعة.
كما استفاد مِن كبار العلماء والمشايخ أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ حمَّاد بن محمَّد الأنصاريِّ رحمهما الله تعالى مِن خلال المحاضرات.
وكان حريصًا على حضور المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كانت تُناقَش بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية مِن قِبَل الأساتذة والمشايخ الذين لهم قدمٌ راسخةٌ في مجال التحقيق ورحلةٌ طويلةٌ في البحث العلميِّ، وقد أكسبه ذلك منهجيةً فذَّةً في دراسة المسائل العلمية ومناقشتها.
رابعًا: رجوعه إلى بلده:
حدَّثنا الشيخ ـ حفظه الله ـ يومًا عن طلبه للعلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فكان ممَّا قاله: «كنت إذا استفدتُ فائدةً فرحت بها فرحًا عظيمًا وتمنَّيتُ لو استطعتُ أن أطير بها إلى الجزائر لأبلِّغها للناس ثمَّ أرجع إلى المدينة». ومثل سائر المصلحين الذين إذا حصَّلوا الرصيدَ الكافيَ مِن علوم الشريعة رجعوا إلى أوطانهم داعين إلى الحقِّ ومحذِّرين ممَّا يخالفه استقرَّ الشيخ ـ حفظه الله ـ في وطنه الجزائر بعد عودته مِن المدينة النبوية سنة: (١٤٠٢ﻫ ـ ١٩٨٢م)، فكان مِن أوائل الأساتذة بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة الذي اعتُمد رسميًّا في تلك السنة، وقد عُيِّن فيه ـ بعد ذلك ـ مُديرًا للدراسات والبرمجة.
وفي سنة: (١٤١٠ﻫ ـ ١٩٩٠م) انتقل إلى جامعة محمَّد الخامس بالرباط لتسجيل أطروحة العالمية العالية (الدكتوراه)، ثمَّ حوَّلها ـ بعد مُدَّةٍ مِن الزمان ـ إلى الجزائر، فكانت أوَّلَ رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلِّية العلوم الإسلامية، وذلك سنة (١٤١٧ﻫ ـ ١٩٩٧م). ولا يزال إلى يوم الناس هذا مدرِّسًا بهذه الكلِّيَّة، مُسَخِّرًا وقتَه وجُهدَه لنشر العلم ونفعِ الناس والإجابة عن أسئلتهم.
خامسًا: نشاطه العلميُّ:
لم تكن كلِّيَّة العلوم الشرعية منبرَه العلميَّ والتربويَّ الوحيد في الدعوة إلى الله تعالى، بل كانت المساجدُ بيوتُ الله مأوى طلبة العلم المتوافدين إليه، فأتمَّ شرح «روضة الناظر» لابن قدامة المقدسيِّ ؒ في علم الأصول بمسجد «الهداية الإسلامية» بالقبَّة (العاصمة)، كما أتمَّ شرح «مبادئ الأصول» لابن باديس بمسجد «الفتح» بباب الوادي (العاصمة)، ودَرَّس «القواعد الفقهية» بمسجد «أحمد حفيظ» ببلكور (العاصمة)، وأقام مجالس علميةً متنوِّعةً أجاب فيها عن عِدَّة أسئلةٍ في مختلف العلوم والفنون جُمعت له في أشرطةٍ وأقراصٍ سمعية، إلى أن حال بينه وبين تحقيق المزيد مِن النشاط المسجديِّ عائقٌ إداريٌّ مِن الجهات الوصيَّة مَنَعه مِن الاستمرار بالنظر إلى الظروف الصعبة التي كانت تعيش فيها الجزائر في تلك الفترة، فانتقل إلى إقامة حلقاتٍ على رصيف الشارع المجاور لبيته، ثمَّ إلى المكتبة المجاورة لمسجد «الهداية الإسلامية» بالقبَّة كلَّ يومٍ بعد صلاتَيِ الفجر والعصر، ثمَّ ما لبث أن انتشرت الإنترنت في ربوع الجزائر، فكان له قصب السبق في إنشاء موقعه الدعويِّ الرسميِّ على هذه الشبكة، ثمَّ عمل على تأسيس مجلَّة «الإحياء» الصادرة مِن موقعه الرسميِّ توسيعًا لمجال دعوته وتعميمًا للخير والنفع.
نسأل اللهَ تعالى أن يُقَوِّيَه على طاعته، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يومَ لا ينفع مالٌ ولا بنونٌ إلاَّ من أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ.
سادسًا: مؤلَّفاته العلمية:
للشيخ ـ حفظه الله ـ كتبٌ تنوَّعت بين تحقيقٍ وتأليفٍ وشرحٍ، وتمتاز مؤلَّفاتُه بالأسلوب العلميِّ الرصين الذي يغلب عليه الطابع الأصوليُّ، وعباراته دقيقةٌ وهادفةٌ خاصَّةً الفقهية والأصولية، وتأصيلاته للمسائل مؤسَّسةٌ مِن منطلق اكتشافه لمنشإ الخلاف وسببه، وهو مدركٌ عزيزٌ، الأمر الذي استحسنه متتبِّعو مؤلَّفاتِه مِن المشايخ والطلبة وتلقَّوْه بالرضى والقبول:
أمَّا تحقيقاته فيلتزم فيها ـ في الجملة ـ ما يلتزم به أهل التحقيق لكتب التراث، ويؤدِّي فيها المقصدَ مِن التحقيق والدراسة كما شهد له المتخصِّصون مِن أهل التحقيق، ويمكن عرضُ بعض الكتب المحقَّقة والمؤلَّفات والشروح على النحو التالي:
ـ تحقيق: «تقريب الوصول إلى علم الأصول» لأبي القاسم محمَّد بن أحمد بن جُزَيٍّ الكلبيِّ الغرناطيِّ، المتوفَّى سنة (٧٤١ﻫ).
ـ تحقيق: «الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل» للإمام أبي الوليد الباجيِّ المتوفَّى سنة (٤٧٤ﻫ).
ـ تحقيق: «مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول» ويليه: كتاب «مثارات الغلط في الأدلَّة» للإمام أبي عبد الله محمَّد بن أحمد الحسنيِّ التلمسانيِّ (٧٧١ﻫ ـ ١٣٧٠م).
ـ «ذوو الأرحام في فقه المواريث».
ـ «مختاراتٌ من نصوصٍ حديثيةٍ، في فقه المعاملات المالية».
ـ «الفتح المأمول شرح مبادئ الأصول» للشيخ عبد الحميد بن باديس المتوفَّى سنة (١٣٥٩ﻫ).
ـ «الإنارة شرح كتاب: الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معرفة الدليل».
ـ «الإعلام بمنثور تراجم المشاهير والأعلام».
وله من السلاسل العلمية:
١ـ سلسلة «ليتفقَّهوا في الدين»: طُبع منها:
ـ طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء.
ـ المُنية في توضيح ما أشكل مِن الرقية.
ـ فرائد القواعد لحلِّ معاقد المساجد.
ـ محاسن العبارة في تجلية مُقْفَلات الطهارة.
ـ الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد.
ـ مجالس تذكيريةٌ على مسائل منهجيةٍ.
ـ أربعون سؤالًا في أحكام المولود.
ـ العادات الجارية في الأعراس الجزائرية.
ـ العمدة في أعمال الحجِّ والعمرة.
٢ـ سلسلة «فقه أحاديث الصيام»: طُبع منها:
ـ حديث تبييت النيَّة.
ـ حديث النهي عن صوم يوم الشكِّ.
ـ حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال.
ـ حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر
٣ـ سلسلة «توجيهات سلفية»: طُبع منها:
ـ المنطق الأرسطيُّ وأثر اختلاطه بالعلوم الشرعية.
ـ شرك النصارى وأثرُه على أمَّة الإسلام.
ـ تربية الأولاد وأُسُس تأهيلهم.
ـ العلمانية: حقيقتها وخطورتها.
ـ نصيحةٌ إلى طبيبٍ مسلمٍ ضمن ضوابط شرعيةٍ يلتزم بها في عيادته.
ـ الإخلاص بركة العلم وسرُّ التوفيق.
ـ الإصلاح النفسيُّ للفرد أساسُ استقامته وصلاحِ أمَّته، ومعه: نقدٌ وتوضيحٌ في تحديد أهل الإصلاح وسبب تفرُّق الأمَّة.
ـ منهج أهل السنَّة والجماعة في الحكم بالتكفير بين الإفراط والتفريط ومعه: «نقدٌ وتوضيحٌ: السلفية منهج الإسلام، وليست دعوة تحزُّبٍ وتفرُّقٍ وفسادٍ».
ـ حكم الاحتفال بمولد خير الأنام .
ـ دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية، وبراءتُه مِن ترويج المُغْرِضين لها.
ـ الصراط في توضيح حالات الاختلاط.
ـ توجيه الاستدلال بالنصوص الشرعية على العذر بالجهل في المسائل العقدية.
ـ الجواب الصحيح في إبطال شبهاتِ مَن أجاز الصلاةَ في مسجدٍ فيه ضريحٌ.
ـ تحرِّي السداد في حكم القيام للعباد والجماد.
ـ منصب الإمامة الكبرى، أحكامٌ وضوابط.
وللشيخ ـ حفظه الله ـ مقالاتٌ نُشرت ضمن أعدادٍ مِن مجلَّة «منابر الهدى» ومجلَّة «الإصلاح» وإجاباتٌ عن أسئلةٍ واردةٍ مِن قُرَّاء المجلَّتين بمنبر الفتاوى، وكذا الواردة من منتديات «التصفية والتربية» فضلًا عن الكلمات الشهرية والمقالات الأصولية والفقهية والنصائح السلفية بموقعه الرسميِّ الذي أصدر مجلَّةً ناطقةً باسمه موسومةً ﺑ:«الإحياء».
وقد ناقش الشيخ ـ حفظه الله ـ العديدَ مِن أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير على المستوى الجامعيِّ كما أشرف على أطروحاتٍ ورسائل أخرى، وهي مرتَّبةٌ على موقعه الرسميِّ.
سابعًا: معالم شخصية الشيخ ـ حفظه الله ـ:
من أبرز معالم شخصية الشيخ ـ حفظه الله ـ:
١ـ دعوته إلى التوحيد والسنَّة ونبذُه ما يُضادُّهما:
فإنَّ أعظمَ ما يدعو إليه الدعاةُ هو الدعوة إلى الأصلين الشريفين والمنبعين الصافيَيْن وهما دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المختصرة في قولهم: ﴿أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ﴾ [المؤمنون: ٣٢]، وكذا التنفير ممَّا يخدشهما ويضادُّهما مِن الشركيات والبِدَع، فالأولى تقدح في التوحيد والثانيةُ في المتابعة، وقد كرَّس الشيخ ـ حفظه الله ـ وقتَه وطاقته لتحقيق ذلك، ولقي في سبيل ذلك معاداةً وأذًى شديدين مِن المخالفين والمناوئين المبغضين لدعوة الحقِّ إلى أن وصل بهم الحقدُ إلى أن شنُّوا حملاتٍ مسعورةً مِلْؤُها الكذبُ والزور وبترُ الكلام في الصحف اليومية لتشويه سمعته وتأليب العامَّة عليه، ولكنَّ ذلك لم يَثْنه عن السير على منهج دعوة الأنبياء، ولا زالت فتاواه ورسائلُه على ما كانت عليه مِن صفاء العقيدة وسلامة المنهج.
٢ـ دفاعه عن العقيدة السلفية وعلمائها الداعين إليها:
إنَّ الدعوة إلى الكتاب والسنَّة يَلزم منها نصرةُ ما تضمَّنته مِن عقيدةٍ بالأسلوب القويم، وردُّ تشويهات الشانئين لها والداعين إليها تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖ﴾ [التوبة٧١]، وقوله : «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» [البخاري (٢٤٤٣)]، ولم يخرج الشيخُ ـ حفظه الله ـ عن هذا المنهج، فقد كتب عدَّةَ مقالاتٍ وأصدر مؤلَّفاتٍ ينافح فيها عن العقيدة السليمة ويناصر فيها علماءَها، ولمَّا تناهى إلى أسماعه أنَّ بعض الحاقدين يشوِّه صورةَ شيخ الإسلام ابن تيمية ؒ ويتَّهمه بتشبيه صفات الله تعالى وتمثيلها، يذكر ذلك علنًا دون خشيةٍ أو خجلٍ؛ ثارت غيرتُه على العقيدة السلفية أن يلوِّثها المدَّعُون، وعلى عِرْض شيخ الإسلام أن يدنسِّه الشانئون، فبادر إلى كتابة رسالة: «دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية، وبراءته من ترويج المُغْرِضين لها» دَحَض فيها الشبهَ وأزال الأوهام المثارة حول الموضوع.
ودفاعه عن الشيخ الألباني ؒ مِن تهمة الإرجاء معروفٌ ومشهورٌ، وفي «مجالس التذكير» منشورٌ، فجزاه الله ومَن سَبَقه بالعلم والفضل خيرًا.  
٣ـ رجوعه إلى الحقِّ والانصياع له:
لا شكَّ أنه لا أحد إلَّا ويؤخذ مِن قوله ويُردُّ إلَّا رسول الله ، وعدمُ الاستنكاف مِن الرجوع إلى الحقِّ خُلُقٌ فاضلٌ يزيد النبيلَ نبلًا والفاضلَ فضلًا ورفعةً، وممَّا عايشناه مِن الشيخ ـ حفظه الله ـ قبولُه للنقد وتواضُعُه للحقِّ وعدمُ استكباره عن الرجوع إلى الصواب إذا ظهر له، ولا أدلَّ على ذلك ممَّا كتبه بيده في مقالته «تنبيهٌ واستدراكٌ» لمَّا استُدرِك عليه بعضُ الكلمات الموهِمة قائلًا: «ففي مَطلع صفحة (٥٨) في ركن «فتاوى شرعية» من مجلَّة «الإصلاح» الصادرة عن دار الفضيلة للنشر والتوزيع في عددها (١٠) والمؤرَّخة ﺑ رجبشعبان ١٤٢٩ﻫ، الموافق ﻟ: جويليةأوت ٢٠٠٨م، جاء في نصِّ الفتوى الثانية الموسومة ﺑ«عدم فاعلية السبب الوضعيِّ بنفسه» عباراتٌ مُجملةٌ تحتاج إلى توضيحٍ وتنبيهٍ، وأخرى مجانبةٌ للصواب تحتاج إلى استدراكٍ ورجوعٍ إلى الحقِّ».
وكم مِن مسألةٍ يستشكلها بعضُ طُلَّابه ويراجعونه فيها فإذا ظهر له صوابُ المعترض أذعن إلى الحقِّ ورجع إلى الصواب، وذلك شأنُ المنصِف المتجرِّد، نحسبه كذلك والله حسيبُه.
ثامنًا: علاقته بالعلماء وطلبة العلم:
إنَّ ممَّا نشهد به على ما رأيناه مِن شيخنا ـ حفظه الله تعالى ـ هو حسنُ أخلاقه وسَمْته، وتواضعُه مع طلبة العلم، ورحمتُه بهم كالوالد مع ولده، يقرِّبهم إليه ويبسط لهم المسائلَ ويؤصِّلها لهم، ويعلِّمهم الكيفيةَ المثلى في الإجابة، ويعقد لهم المجالسَ العلمية مجيبًا عن تساؤلاتهم واستفساراتهم باذلًا جهده في حلِّ إشكالاتهم مِن غير استعلاءٍ ولا كتمانٍ، وكم كنَّا نسمع منه قوله: «إني لَأرجو أن أكون درجًا يرتقي عليه طلبةُ العلم ليَعْلُوا في مدارج الكمال»، وتعاهُدُه لهم بالسؤال عنهم ومساعدتهم على قضاء حوائجهم وتوجيههم، ونصحُهم بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، وترغيبهم في التكتُّل على الحقِّ واتِّباع منهج النبوَّة، وترهيبهم مِن التكتُّل على الباطل واتِّباع منهج الضلال، شيءٌ يعرفه الخاصُّ والعامُّ حتى أصبح عَلَمًا على شخصية الشيخ ـ حفظه الله ـ.
أمَّا العلماء فقد أثنَوْا على الشيخ وعلمِه ثناءً عَطِرًا ومِن أولئك:
ـ الشيخ عبد المحسن العبَّاد ـ حفظه الله ـ:
ففي رسالته: «رفقًا أهل السنَّة بأهل السنَّة»، فقد أوصى أن يستفيد طلَّاب العلم في كلِّ بلدٍ مِن المشتغلين بالعلم مِن أهل السنَّة، وكان ممَّن ذكره في الجزائر الشيخُ محمَّد علي فركوس.
ـ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ:
فإنه لا يذكر الشيخَ إلَّا بالجميل كما شهد بذلك مَن يحضر مجالسَه في بيته بمكَّة المكرَّمة، وقد أفصح عن ذلك في مقالته: «حكم المظاهرات في الإسلام»، حيث قال: «وعلماء السُّنَّة في كلِّ مكانٍ يحرِّمون المظاهراتِ ـ ولله الحمد ـ، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلَّامة عبد العزيز بن عبد الله بن بازٍ مفتي المملكة سابقًا، والعلَّامة محمَّد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحاليُّ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمَّد ناصر الدين الألبانيُّ، وعلماء السُّنَّة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبلٌ الوادعيُّ، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمَّد علي فركوس، رحم الله مَن مضى منهم، وحفظ الله وثبَّت على السُّنَّة مَن بقي منهم، وجَنَّب المسلمين البدعَ والفتن ما ظهر منها وما بطن».
ـ الشيخ عبد الرحمن بن ناصرٍ البرَّاك ـ حفظه الله ـ:
إذ بعد أن أطلعه بعض طلبة العلم على رسالة الشيخ: «تحرِّي السداد في حكم القيام للعباد والجماد» أبدى إعجابَه بمضمونها المتَّفِق وعقيدةَ أهل السُّنَّة والجماعة، فرغب ـ حفظه الله ـ في كتابة تقريظٍ لها، وممَّا جاء فيه: «فقد اطَّلعتُ على البحث الذي أعدَّه الشيخ محمَّد علي فركوس بعنوان: «تحرِّي السداد في حكم القيام للعباد والجماد» فوجدتُه بحثًا قيِّمًا..».
ـ الشيخ سعد بن ناصرٍ الشثري ـ حفظه الله ـ:
العضو السابق بهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية: وثناؤه على الشيخ معروفٌ لدى طلبته في دروسه، وتبليغُه سلامَه للشيخ مع الطلبة الجزائريين مشهورٌ عنه، بل صَرَّح بالثناء في بعض رسائله الخاصَّة قائلًا: «..وحيث إنَّ الدكتور فركوس مِن أفاضل علماء الشريعة علمًا وخُلقًا وسُنَّةً واحتسابًا فيما يظهر لي، وهو ممَّن يدقِّق في لفظه».
كما أثنى على الشيخ ـ حفظه الله ـ وعلى مؤلَّفاته وفتاويه الكثيرُ مِن المدرسين وطلبة العلم الأقوياء في دروسهم ومجالسهم، وينصحون بالاستفادة منه ومِن تحقيقاته العلمية المبثوثة في كتبه ومؤلَّفاته.
فجزاهم الله جميعًا خيرَ الجزاء ووفَّقهم لرضاه وزادهم.
هذا ما عرَفْناه عن الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ صدقًا لا غلوَّ فيه ولا إطراء، وإن كنَّا نعتقد أنه بشرٌ كسائر بني آدم يصيب ويخطئ، ونحسبه ـ والله حسيبه ـ لا يتعمَّد الخطأَ ولا يغشُّ السائلين، ولا يُصِرُّ عليه إن ظهر له الصوابُ في خلافه، جعل جُلَّ وقته للدعوة المبنيَّة على العلم الصحيح المؤصَّل على الوحيين الشريفين: كتاب الله وسنَّة رسوله  بفهمِ مَن سلف مِن هذه الأمَّة الذين هم خيارُها وأفضلها، لا يدعو إلى حزبيةٍ سياسيةٍ أو دينيةٍ ولا إلى قوميةٍ أو شعوبيةٍ، شعارُه قوله تعالى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٠٨﴾ [يوسف : ١٠٨]، يجتمع بإخوانه على اختلاف طبقاتهم العلمية على لقاءاتٍ إصلاحيةٍ، ولا يتوانى في خدمة الدين بكلِّ ما أوتي من جهدٍ وطاقةٍ.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين شيخنا على أداء مهامِّه الدعوية وأن يجزيه خير الجزاء على ما يقدِّمه للأمَّة الإسلامية، إنه خير كفيلٍ وبالإجابة جديرٌ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.
التاريخ: ٢١ من ذي الحجَّة ١٤٣٢
الموافق ﻟ: ١٧ نوفمبر ٢٠١١م

الشيخ فركوس فتوى في حكم قيادة المرأة لسيارة

الفتوى رقم: ٥٥٣
الصنف: فتاوى الأسرة - المرأة

في حكم قيادة المرأة للسيَّارة

السؤال:
ما حكم سياقة السيَّارة بالنسبة للمرأة وقيادتها لها؟
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالأصل أنَّ ركوب السيَّارة وغيرِها مِن المراكب جائزٌ للذكور والإناث، لأنَّ الأصل في العادات الجوازُ والإباحة، وقد كان ركوبُ الدابَّة وسَوْقُها أمرًا مشروعًا للجنسين في العهد الأوَّل، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»(١) أي: في الأحكام، ويؤيِّد ذلك ما أخبر به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن مستقبَل الإسلام وانتشاره بقوله لعديِّ بن حاتمٍ رضي الله عنه: «... فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللهَ»(٢)، والظعينةُ: المرأةُ في الهودج(٣)، والهودجُ: أداةٌ ذاتُ قُبَّةٍ توضع على ظهر الجمل لتركَب فيها النساءُ(٤)، وهذا الحكم مِن حيث السياقةُ في حدِّ ذاتها وتعلُّمها.
أمَّا إذا كان تعلُّمُ سياقة السيَّارة للمرأة وقيادتُها يفضي إلى مفاسدَ ومهالكَ كإسقاط الحجاب، وحصولِ التبرُّج والاختلاط، وإفساد المجتمع، وتعريض المرأة لمختلف أنواع الابتزاز والأذى؛ فإنَّ ذلك يُمنع سدًّا لذريعة المحرَّم، حفاظًا على دين المرأة واحتياطًا لسمعتها وكرامتِها، وحمايةً لها مِن طمعِ مرضى القلوب ومِن عدوان ذئاب الأعراض.
علمًا أنَّ: «مَا حُرِّمَ سَدًّا لِلذَّرِيعَةِ يُبَاحُ لِلْحَاجَةِ»(٥) إذا توفَّرت ضوابطُها الشرعية(٦) كما هو مقرَّرٌ في القواعد العامَّة.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٧ ربيع الثاني ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٦ مـاي ٢٠٠٦م


(١أخرجه أبو داود في «الطهارة» باب في الرجل يجد البلَّة في منامه (٢٣٦)، والترمذي في «أبواب الطهارة» بابٌ فيمن يستيقظ فيرى بللًا ولا يذكر احتلامًا (١١٣)، مِن حديث عائشة رضي الله عنها. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٢٨٦٣).
(٢أخرجه البخاري في «المناقب» باب علامات النبوَّة في الإسلام (٣٥٩٥) مِن حديث عديِّ بن حاتمٍ رضي الله عنه.
(٣انظر: «النهاية» لابن الأثير (٣/ ٣٥٠)، «الزاهر» للأنباري (٢/ ٤٧).
(٤«المعجم الوسيط» (٢/ ٩٧٦).
(٥انظر هذه القاعدةَ في: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢١/ ٢٥١، ٢٢/ ٢٩٨)، «زاد المعاد» لابن القيِّم (٢/ ٢٤٢، ٤/ ٧٨).
(٦انظر ضوابطَ الضرورة الشرعية على الموقع في الفتوى رقم: (٦٤٣) الموسومة ﺑ: «في ضوابط قاعدة «الضروراتُ تبيح المحظوراتِ»».

الخميس، 29 يناير 2015

عبد الله رسلان أبن الشيخ سعيد رسلان


الشيخ رسلان الى متى الغفلة


الشيخ رسلان حفظه الله


الشيخ رسلان حفظه الله احداث فرنسا


الشيخ فركوس حفظه الله


الشيخ فركوس حكم أنشاء الجمعيات الخيرية الدعوية

حفظ الله الشيخ وجزاه عن الاسلام كل خير

الشيخ محمدعلي فركوس حفظه الله

الثلاثاء، 27 يناير 2015

حكم الدعوةالى الله

188 - بيان حكم الدعوة إلى الله تعالى
س: الأخ: ن. ن. أ، من اليمن يقول: هل الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم، أم على أشخاص معينين رسميين؟ جزاكم الله خيرًا؟ 
ج: الدعوة إلى الله فرض كفاية، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا قام به من يكفي سقط عن الباقي، فإذا تولى الدعوة إلى الله من فيهم الكفاية في القرية، أو في القبيلة، أو في المدينة كفى ، وإذ لم يكفوا؛ لأن القرية واسعة، أو المدينة واسعة، أو القبيلة واسعة، وجب على من عنده علم أن يشارك في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى حتى تحصل الكفاية والتعميم، ولو قام بها غيره كان أفضل له، حتى يشاركه في الخير، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:  من دل على خير فله مثل أجر فاعله  ولا تختص بالرسميين، بل هي مشروعة للجميع، الرسمي وغير الرسمي، وهذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشروع للجميع، كلٌ يدعو إلى الله ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، كما قال الله عز وجل:  وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 
(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 293)
، وقال جل وعلا:  وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ  ، فالمشروع لجميع أهل العلم الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في المدينة وفي القرية وفي القبيلة وفي أي مكان، لكن إذا قام بذلك من تحصل بهم الكفاية في قبيلة معينة أو قرية معينة أو مدينة معينة سقط الوجوب عن الباقين، وصار في حق الباقين سنةً مؤكدة، من باب التعاون على البر والتقوى، والله المستعان.

الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله

أسئلة وأجوبة عن بر الوالدين، وما ينفع الميت بعد موته
وزيارة القبور، والأذكار الشرعية، والصلوات
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 309)
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إِلى حضرة الأخت: ن. ع. م. س زادها الله من العلم والإِيمان وبارك لها في الوقت والعمل آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد وصلني كتابك الكريم وصلك الله بحبل الهدى والتوفيق، وجميع ما تضمنه من الأسئلة كان معلومًا.. وهذا جوابها:
أولاً: ذكرت: أنك متألمة كثيرًا من إِكراهك الوالدة على دخول المستشفى، وأنها تعبت فيه كثيرًا.
والجواب: لا حرج عليك في ذلك إِن شاء الله؛ لأنك مجتهدة وتريدين لها الخير والعافية وحصول أسباب الشفاء، ونرجو لك في ذلك عظيم الأجر وجزيل المثوبة، وأن يجمعك الله بها في دار الكرامة مع الوالد والأحبة .
ثانيًا: هل حق الوالدة أكبر من حق الوالد ؟
والجواب: لا شك أن حق الأم أعظم من حق الأب من وجوه كثيرة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سائلاً قال:  يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك  ، وفي لفظ آخر أن السائل قال:  يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب  .
ثالثًا: ما صحة حديث الأعرابي أنه قال: يا رسول الله،
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 310)
 لم أجد شيئًا أثوبه لأمي؟ قال: صلِّ لها  ؟
والجواب: هذا الحديث لا أصل له، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، ولا يشرع لأحد أن يصلي عن أحد في أصح قولي العلماء إِلا ركعتي الطواف في حق من حج أو اعتمر عن غيره، وهكذا القراءة للغير والتسبيح والتهليل للغير تركه أولى؛ لعدم الدليل عليه، وإِنما يصلي الإِنسان ويقرأ ويسبح ويهلل ويذكر الله بأنواع الذكر من أجل طلب الثواب لنفسه.
أما الأموات من المسلمين الوالدة وغيرها فالمشروع: الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والعتق من النار، ومضاعفة الأجر، وقبول العمل، ورفع الدرجات في الجنة، ونحو ذلك من الدعوات الطيبة في الصلاة وغيرها، ومحل الدعاء في الصلاة: السجود، وفي آخر التحيات قبل السلام، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:  فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ أن يستجاب لكم  خرجه مسلم في صحيحه، وروى أيضًا مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء  .
ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه التحيات في آخر الصلاة قال:  ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إِليه فيدعو  ، وفي لفظ آخر قال عليه الصلاة والسلام:  ثم يتخير من المسألة ما شاء  متفق على صحته .
وكان صلى الله عليه وسلم يكرر الدعاء بين السجدتين بطلب المغفرة ويقول:  اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني  ، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في سجوده:  اللهم اغفر لي ذنبي كله،
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 311)
دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره  خرجه مسلم في صحيحه .
ويشرع أيضًا الصدقة عن الميت ، الوالدة وغيرها؛ لما ثبت في الحديث الصحيح،  أن رجلاً قال: يا رسول الله، إِن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إِن تصدقت عنها؟ قال: نعم  ، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل العلم، وهو انتفاع الأموات بالدعاء والصدقات، وهكذا ينتفع الميت بالحج عنه والعمرة، وبأداء ما عليه من الصوم، وبقضاء الدين عنه، والعتق عنه، والصلاة عليه صلاة الميت.
أما زيارة القبور فليس لها وقت مخصوص، لا يوم الجمعة ولا غيرها، بل يزورها الرجال متى تيسر ذلك في أي يوم، وفي أي ساعة من ليل أو نهار، وأما تخصيص بعض الناس الزيارة بيوم الجمعة فلا أصل له فيما نعلم من الشرع المطهر، وأما تحميلك إِخوانك نقل السلام على الوالدة فلا أعلم له أصلاً، والأحسن عندي: تركه، ويكفي منك الدعاء لها والصدقة عنها بما تيسر، كما تقدم بيان ذلك، ولا مانع من الحج لها والعمرة، وهما منك أفضل إِن شاء الله مع توكيل غيرك في ذلك، وإِذا كنت في مكةكفى الإِحرام بالعمرة من الحل كالتنعيم والجعرانة ولا حاجة إِلى الذهاب للميقات؛  لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تحرم بالعمرة من التنعيم  ، وهو أقرب الحل إِلى مكة .
أما قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؛ تقربًا إِلى الله سبحانه، وطلبًا لمغفرته فقد ورد في ذلك أحاديث فيها ضعف، وكان ابن عمر وأبو سعيد رضي الله عنهم، وهما أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحافظان على قراءتها يوم الجمعة، فمن فعل ذلك فلا بأس، ولكن الأفضل عدم تثويبها
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 312)
لغيرك؛ لعدم الدليل على تثويب القراءة للغير كما تقدم.
وأما الأوراد الشرعية من الأذكار والدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالأفضل أن يؤتى بها في طرفي النهار بعد صلاة الفجر وصلاة العصر، وذلك أفضل من قراءة القرآن؛ لأنها عبادة مؤقتة تفوت بفوات وقتها، أما قراءة القرآن فوقتها واسع، ومن اشتغل بقراءة القرآن في طرفي النهار وترك الورد فلا بأس؛ لأنها كلها نافلة، والأمر في ذلك واسع، ولا حرج على الحائض والنفساء في أصح قولي العلماء في قراءة القرآن عن ظهر قلب، سواء كان في الورد أو غيره، أما الجنب فلا يقرأ شيئًا من القرآن حتى يغتسل ؛  لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحجزه شيء عن القرآن إِلا الجنابة  ، أما مس المصحف فلا يجوز للحائض والنفساء والجنب ، ولا يجوز أيضًا للمحدث حدثًا أصغر كالريح والنوم حتى يتوضأ الوضوء الشرعي؛ لأحاديث وردت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما تثويب الورد للغير فالأفضل تركه؛ لعدم الدليل عليه، وهكذا تثويب قراءة القرآن للغير الأفضل تركه، كما تقدم بيان ذلك؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم - فيما نعلم- ما يدل على تثويب القرآن أو الأذكار للغير، أما الدعاء والصدقات فأمرهما واسع، كما تقدم أيضًا الكلام في ذلك.
أما حديث أبي بن كعب رضي الله عنه الذي فيه أنه قال: يا رسول الله، كم أجعل لك من صلاتي؟.. إِلى آخره، فهو حديث في إِسناده ضعف، وعلى فرض صحته فقد ذكر شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم أن المراد بذلك: الدعاء؛ لأن الدعاء يسمى: صلاة، قالوا: كان أُبي قد خصص وقتًا للدعاء، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: كم يجعل
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 313)
له من ذلك؟... إِلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها، المعنى: أجعل دعائي كله صلاة عليك، يعني: في ذلك الوقت الذي خصصه للدعاء، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وما دام الحديث ليس صحيح الإِسناد فينبغي: أن لا يتكلف في تفسيره، ويكفينا أن نعلم أن الله سبحانه شرع لنا الصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، كما قال عز وجل:  إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 
وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دالة على مشروعية الإِكثار من الصلاة والسلام عليه -عليه الصلاة والسلام-  وأن من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشرًا  ، فهذا كله يكفي في بيان شرعية الإِكثار من الصلاة والسلام عليه في سائر الأوقات من الليل والنهار خصوصًا أمام الدعاء، وبعد الأذان، وفي آخر الصلاة قبل السلام، وكلما مر ذكره صلى الله عليه وسلم.
وأما حديث:  من صلى علي يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم بين الخلق كلهم لوسعهم  فلا نعلم له أصلاً، بل هو من كذب الكذابين.
وأما كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فقد جاء في الأحاديث الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم بيانها، وأقل ذلك أن يقول: اللهم صل وسلم على رسول الله أو: اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، أو: اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، أو: صلى الله عليك يا رسول الله، ونحو ذلك، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن كيفية الصلاة عليه، قال:  قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 314)
صليت على آل إِبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إِبراهيم في العالمين، إِنك حميد مجيد  ، وفي لفظ آخر قال:  قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إِبراهيم وعلى آل إِبراهيم، إِنك حميد مجيد  ، وفي لفظ عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال لهم لما أخبرهم بكيفية الصلاة، قال:  والسلام كما علمتم  يشير بذلك إِلى ما علمهم إِياه في التحيات، وهو قوله: " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته "، وفي لفظ آخر عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال لهم:  قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إِبراهيم، وبارك على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إِبراهيم، إِنك حميد مجيد  .
وهذه الكيفيات المذكورة هي أصح ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام في كيفية الصلاة عليه، وهي كافية عما أحدثه الناس من أنواع الصلاة والسلام عليه - عليه الصلاة والسلام - وهي أفضل مما أحدثوا.
وأما حديث:  من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعون منها لآخرته وثلاثون منها لدنياه  فلا نعلم له أصلاً، بل هو من كذب الكذابين.
أما تثويب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للغير فلا أعلم له أصلاً عن السلف الصالح، والأفضل تركه.
وأما عرض الأعمال على الله سبحانه في يوم الاثنين والخميس فذلك ثابت عنه عليه الصلاة والسلام، وذلك  لما سئل صلى الله عليه وسلم عن صومه يومي الإِثنين والخميس قال: إِنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم  ، وصومهما أفضل من صوم الجمعة، بل صوم يوم الجمعة وحده منهي عنه إِلا إِذا صام معه
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 315)
يومًا قبله أو يوما بعده.
وأما الدعاء: فهو مشروع في الصلاة في الفريضة والنافلة ، كما أنه مشروع في خارجها، وفي كل وقت، ويستحب للداعي أن يسأل ربه حاجاته كلها، حاجات الدنيا وحاجات الآخرة، ويشرع ذلك في الصلاة وخارجها، والأفضل: أن يكون ذلك في السجود، وفي آخر الصلاة قبل السلام؛ لأحاديث صحيحة وردت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمشروع العناية بالدعاء المتعلق بالآخرة أكثر، وهكذا الدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيرها.
وأما الصلوات المشروعة مع الفرائض فهي: أربع ركعات قبل الظهر بتسليمتين، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح، فهذه اثنتا عشرة ركعة في ست تسليمات كلها نوافل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها في الحضر، وتسمى: الرواتب، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:  من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعًا بني له بها بيتًا في الجنة  خرجه مسلم في صحيحه، ورواه الترمذي رحمه الله في سننه ، وزاد:  أربعًا قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد صلاة المغرب، وثنتين بعد صلاة العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح  ، وإِن صلى أربعًا بعد الظهر وأربعًا قبلها كان أفضل؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم حبيبة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم قال:  من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار  خرجه أحمد، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وهذا كله إِذا كان الإِنسان في الحضر، أما في السفر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء، ويحافظ على سنة الفجر والوتر، وكان عليه الصلاة والسلام
( الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 316)
في السفر والحضر يتهجد بالليل ويتنوع وتره، فربما أوتر بثلاث، وربما أوتر بخمس، وربما أوتر بسبع، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بإِحدى عشرة، وهو الأكثر من فعله عليه الصلاة والسلام، وربما أوتر بثلاث عشرة، ولم يحفظ عنه عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك فيما نعلم، ولكن عليه الصلاة والسلام لم ينه عن الزيادة على ثلاث عشرة، وكان يُرَغِّب في صلاة الليل ويقول: صلاة الليل مثنى مثنى، فإِذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى  .
فدل ذلك على أنه لا حرج في الزيادة على ثلاث عشرة في رمضان وفي غيره، فمن صلى عشرين ركعة أو أكثر من ذلك فلا بأس، وكان عليه الصلاة والسلام يطمئن في صلاته ويخشع فيها، ويرتل القراءة ولا يعجل، وكان عليه الصلاة والسلام ربما أوتر في أول الليل، وربما أوتر في وسطه، وربما أوتر في آخره، وقالت عائشة رضي الله عنها:  إِنه استقر وتره في آخر الليل ، وهذا في حق من تيسر له ذلك، أما من خاف أن لا يقوم آخر الليل، فالأفضل أن يوتر في أول الليل، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وأبا الدرداء أن يوترا في أول الليل، كما أوصاهما بصلاة الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:  من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم في آخر الليل فليوتر آخره، فإِن صلاة الليل مشهودة، وذلك أفضل  خرجه مسلم في صحيحه .
وأسأل الله أن يمنحنا وإِياك وسائر المسلمين الفقه في الدين والثبات عليه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يتوفانا جميعًا على الإِسلام، إِنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرشيف المدونة الإلكترونية